عودة إلى الماضي: ذكريات الطفولة والأخوة 

في لحظة غير متوقعة، أعادتني شقة استأجرتها تحوي صالة بجلسة أرضية وتلفزيون متصل بالدش، إلى أحضان الماضي. بمجرد فتح التلفزيون، ظهر مسلسل “نيلز”، مسلسل الكرتون الذي كان يجمعنا في طفولتنا، وفي لمح البصر، انتقلت بي الذكريات إلى تلك الأيام الخوالي. عودة إلى الماضي: ذكريات الطفولة والأخوة 

كانت تلك الأيام تختلف تمامًا عما نعيشه الآن. كنا ننتظر بلهفة وترقب حلقات أفلام الكرتون المفضلة لدينا. لم يكن الأمر مجرد مشاهدة تلفزيونية، بل كان تجمعًا للأخوة والأخوات، ملتفين حول ذلك الصندوق السحري الذي كان ينقلنا إلى عوالم أخرى. كانت الجلسة أمام التلفاز تعني الكثير؛ الضحك، المرح، الحكايات، والتعليقات البريئة على كل مشهد.

لم تكن تلك اللحظات مجرد متابعة لمسلسلات الكرتون، بل كانت تمثل رابطة الأخوة والصداقة. تذكرت والدي في شبابه، كيف كان يجلس معنا أحيانًا، مبتسمًا بحنان، وهو يتابع اندماجنا وحماسنا. كذلك أصدقاء الحارة، الذين كانوا يشاركوننا هذه اللحظات، يضيفون للأجواء بهجة ومرح.

هذه الذكريات الجميلة، التي تعود بي إلى زمن كان فيه موعد الحلقة المنتظر يحمل وزنًا وقيمة، تختلف كليًا عن واقعنا الحالي. في زمننا هذا، أصبحت المسلسلات والأفلام متاحة بضغطة زر، لا توجد حاجة للانتظار أو التجمع في وقت محدد. ورغم سهولة الوصول والتنوع الهائل في المحتوى، إلا أن هناك حلقة مفقودة، ربما هي الشعور بالانتماء والتواصل العائلي والإحساس بلذة الانتظار.

في ختام هذه الرحلة العاطفية إلى الماضي، أدركت أن الذكريات لا تتعلق بما نشاهده فحسب، بل بمن نشاهده معهم، وكيف كانت تلك اللحظات تجمعنا وتقوي أواصرنا. إنها تذكير بأن البساطة كان لها سحرها الخاص، وأن الأوقات الجميلة لا تتطلب الكثير لخلقها.

One Response

شاركنا رأيك، فقد تكون إضافتك مفتاحا ونورا لأحدهم

One Response

شاركنا رأيك، فقد تكون إضافتك مفتاحا ونورا لأحدهم

واكب الحدث

سجل بريدك الإلكتروني لتصلك أحدث المواضيع المتنوعة والمفيدة من خلال البريد الإلكتروني.

انضم مع 3٬875 مشترك
تواصل معي
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا
كيف أقدر أساعدك؟