هل شعرت يومًا أنك لا تعرف ما الذي يميزك حقًا؟ أو أن هناك شيئًا ينقصك لتكون في مكان أفضل مهنيًا أو شخصيًا؟ قد تظن أنك تفتقر إلى المهارات أو الخبرة، لكن ماذا لو قلت لك إنك قد تملك كل ما تحتاجه بالفعل، لكنك لا تدرك قيمته؟ وربما تكون في حاجة إلى المعرفة والاستشارات
الفجوة بين ما تملك وما تدرك
الكثير منا يعتقد أنه يعرف نفسه جيدًا، لكن الواقع هو أن هناك فجوة معرفية بين ما نطبّقه يوميًا وما نعي فعليًا أننا نمتلكه من مهارات. هذه الفجوة ليست مجرد نقص في الوعي، بل هي فرصة لاكتشاف الذات وإعادة تعريف قيمتنا.
هذا ما حدث معي شخصيًا. عندما انضممت إلى مجتمع رديف وشاركت في جلسة فردية مع الأستاذ يونس عمارة، كنت أظن نفسي مبتدئًا تمامًا. كلما طرح عليّ سؤالًا عن مهارة أو خدمة، كنت أقول: “ما أعرف.”
لكن مع كل شرح منه، كنت أجد نفسي أقول: “آه، هذا شيء كنت أفعله!” أذكر أنني كنت أطبّق هذه الأمور عندما كنت أعمل على موقعي الخاص بين 2007 و2014. كتبت محتوى صفحات الهبوط، أعددت ملفات تعريفية للشركات، وطوّرت محتوى مواقع كاملة دون أن أدرك أن هذه المهارات لها أسماء، أو أنها ذات قيمة سوقية.
ما حدث في تلك الجلسة كان أكثر من مجرد تعلم مهارات جديدة؛ لقد كانت لحظة اكتشاف ذاتي. لحظة أدركت فيها أنني أمتلك أدوات لم أكن أراها بوضوح.
لماذا لا ندرك إمكانياتنا؟
هناك سبب رئيسي يجعلنا نغفل عن قدراتنا: نقص المعرفة المتخصصة والسياق العملي. المهارات التي نمتلكها أحيانًا تكون غير مرئية لنا لأننا لم نربطها بالمفاهيم الصحيحة. عندما قرأت كتابًا عن الكتابة مؤخرًا، بدأت أتعرف على مصطلحات كنت أطبّقها دون أن أعرف تسميتها. مثلاً، كنت أكتب بأسلوب يجعل القارئ يتفاعل مع النص عاطفيًا، لكنني لم أكن أعرف أن هذا يُسمى “الكتابة العاطفية.”
القراءة والاستشارات ليست فقط أدوات لتعلّم الجديد، بل هي مرآة تعكس ما تملكه بالفعل، وتعيد ترتيب قطع الأحجية المتناثرة لديك.
تشابه مع فكرة محتوى المنتدى ومحتوى وسائل التواصل
ما حدث معي يذكرني بفكرة تحدثت عنها في مقال سابق بعنوان “محتوى المنتدى ومحتوى وسائل التواصل: عضو المنتدى في عالم السوشال ميديا“، حيث تحدثت عن كيف أن النقاشات والكتابة في المنتديات قد تكون تأسيسًا لمهارات يمكن استخدامها اليوم في التسويق وصناعة المحتوى. الفكرة ذاتها تنطبق هنا: ما فعلته في الماضي قد يكون أساسًا لما تحتاجه في الحاضر.
كيف تساعدك الاستشارات والقراءة على اكتشاف ذاتك؟
- إبراز قدراتك الخفية: النقاش مع مختصين أو قراءة كتب متخصصة يمنحك السياق لفهم ما تملكه من مهارات.
- توضيح القيمة الحقيقية: التعرف على أسماء المهارات والممارسات التي تطبّقها يعزز فهمك لقيمتها.
- تعزيز الثقة بالنفس: عندما تدرك أنك تملك إمكانيات لم تكن تراها، يرتفع شعورك بالثقة.
- رؤية الصورة الكاملة: تربط القراءة والاستشارات بين النقاط المتناثرة لديك، مما يساعدك على وضع خطة مستقبلية.
- إلهام للإبداع: التفاعل مع أفكار جديدة يفتح أبوابًا لفرص لم تكن تخطر على بالك.
خطوات عملية لاكتشاف قيمتك وسد الفجوة
- اطلع على كتب متخصصة في مجالك: ستتعرف على المصطلحات التي تعطي سياقًا لما تملكه بالفعل.
- احصل على استشارة مع مختص: مثل جلسة فردية مع خبير يمكن أن تغير طريقة رؤيتك لمهاراتك.
- شارك في مجتمعات مهنية: مثل مجتمع رديف، حيث يمكن للنقاشات أن تسلط الضوء على نقاط قوتك.
- وثّق إنجازاتك السابقة: راجع ما أنجزته في الماضي، وستجد مهارات لم تكن تعلم أنك تملكها.
- تقبل التعلم المستمر: حتى لو كنت تعتقد أنك تعرف الكثير، دائمًا هناك مجال لرؤية جديدة.
المعرفة هي المفتاح لسد الفجوة
إذا كنت تشعر أنك بحاجة لاكتشاف المزيد عن نفسك، فإن الحل يكمن في التفاعل مع المعرفة من خلال القراءة والاستشارات. كل خطوة تخطوها نحو التعلم تساعدك على رؤية ذاتك بوضوح أكبر وإبراز قيمتك الحقيقية.
“لا تنتظر الفرصة لتعرف قيمتك، اصنعها.”
ابدأ الآن، لأنك تملك أكثر مما تظن، وتستحق أن ترى ذاتك بحجم إمكانياتك الحقيقية.
أنشر, لتعم المعرفة
- اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- النقر للمشاركة على Mastodon (فتح في نافذة جديدة)
- النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Bluesky (فتح في نافذة جديدة)